الزبداني في وجه التهجير والتآمر

د. كمال اللبواني

Untitledيصبح قول الحق أفضل الجهاد عندما يكثر اللغط والكذب والنفاق والتآمر حتي يلتبس الحق بالباطل فتبطل قوة الحق ويسهل على الشيطان التلاعب بالأنفس فيسول لها . فيصبح جهاد الكلمة والشهادة بالحق هو الجهاد الأكبر في الحرب على نوازع النفس الشيطانية وما أكثرها والحرب ضد الكذب والتدليس والتآمر والمكر وما أكثره أيضا ….

وبسبب كل اللغط الذي حصل بالأمس حول موضوع الزبداني لابد لنا من توضيح النقاط التالية لمواطننا العزيز الذي من حقه علينا أن نكاشفه خاصة عندما يتعلق الموضوع بمصيره ومصير بلده ووطنه …:

  • – أحرار الشام تحركوا مشكورين لنصرة الزبداني ، لكن فجأة طلب أحد قادتهم السياسيين تفويضه باسم المدينة . وانتزع هذا التفويض ممن يتلقى تمويلا من الحركة دون مشاورات ، وبسرية شبه تامة ليعلنه كورقة تعيد له الاعتبار ، بعد الخلافات الخطيرة التي أحدثها مقاله في مجلة أمريكية . الذي حاول فيه تسويق نفسه للغرب كمعتدل قادر على نقل الحركة من صف التشدد لصف الاعتدال .
  • – خشي الكثيرون من خطورة هذا التفويض ومن ربط موضوع الفوعة بالزبداني ، وأكدوا للأحرار أن التهجير ممنوع في البلدين ، وأن كل ما هو مطلوب هو وقف إطلاق نار بانتظار الحل السياسي الوطني . فصدر بيان من الحركة بايقاف المفاوضات عندما شعرنا أن ايران تهدف فعلا وقولا لتبادل السكان ، وكان هذا البيان واضحا وصريحا ودعا للمقاومة واليقظة وصدقنا وتوكلنا وحمدنا الله .
  • – فجأة نفس الفريق الممول من الأحرار ، وبسرية تامة وقع بيانا معاكسا يمتدح الأحرار ويبرئ ساحتهم ويحمل أهل الزبداني كاملة المسؤولية عن طلب الاستسلام غير المشروط . و أجبر مرة أخرى بعض الموقعين على التوقيع ، والبيان الذي تسرب هو بيان صحيح وحقيقي باعتراف الموقعين شخصيا ، وإن تمت فيما بعد محاولة التنصل منه ، بعد أن سربه القائد في أحرار الشام الذي طلبه لتبرئة ساحته عند اعلان بنود الاتفاق الذي وقع عليه ، الذي يعرف مسبقا أنها مذلة وغير مقبولة مخالفا ما وعدهم به بعدم نشر البيان .
  • – تسربت أخبار عن اتمام الاتفاق ووزعت بعض البنود في اعلام حزب الله واعلام بعض الدول الراعية … والتي أكدت الاتفاق على كل ما نرفضه . كما تمت المباشرة بترتيب إجراءات النقل والتبادل … وهي كلها تؤكد مسيرتهم في هذا الاتجاه ، والتي حاولوا جاهدين التكتم عليها وتنفيذها في ليل وغفلة .
  • – لكننا عملنا بروح بيان الأحرار الأول وهو التيقظ والانتباه ورفض التهجير ، وتحرك من تحرك من أهالي الزبداني والوطنيين السوريين الأحرار لمنع حصول الكارثة ، التي هي اهانة لشرف الثورة وشرف أهالي الزبداني ، والتي ستنعكس احباطا في كل المناطق ، وتفتح باب اقامة دويلة لحزب الله في دمشق ذاتها .
  • – يجب القول وبصوت عال أن العامل الحاسم في التغير الذي حصل في المفاوضات بعد توقفها المشرف ، هو أن الدول الممولة والداعمة لحركة الأحرار حاولت استغلال الفرصة لتحسين علاقاتها مع ايران ، واظهار رغبتها بالتعاون معها من خلال هذه المفاوضات وبتأمين خروج آمن لشيعة الفوعة ، مقابل تعاون ايران في ملفات أخرى ، دون الاكتراث للثمن السياسي الذي سيترتب على تهجير أهل الفوعة ليصبحوا مهجرين مظلومين من حقهم الاستيلاء على مدينة الزبداني وأحياء كاملة في دمشق ( يا حرام ) وليصبح مبررا لاستقدام الأفغاني والإيراني والعراقي …. ويستولوا على أملاك أهالي الزبداني الذين سبق وهجروا بالقصف والعنف والتشبيح وتشردوا في القرى وفي دول العالم والمخيمات ، لكن لم يسكنوا بيت أحد عنوة ، ولم يهجروا أحد ولن يقبلوا ذلك لأي مواطن .
  • – البعض من قادة الأحرار طمعوا في كسب رضا الدول ، والحصول على غنائم الفوعة وفاتهم أن النظام سيدمرها عند التبادل ، والبعض من القادة في الزبداني فضلوا الانتقال لإدلب حيث يقيمون امارتهم هناك . خاصة وأن علاقتهم بالحاضنة الاجتماعية قد ساءت كثيرا بسبب تصرفاتهم .
  • – التحرك الواضح غير المهادن كشف هذه الحقائق وترافق مع تحرك اعلامي ، وتواصل سياسي وديبلوماسي ، أدى لفرملة تمويهية لهذا الاتفاق اللاوطني واللا أخلاقي … وأشعر المسهلين بالخوف من انفضاح دورهم وتنصلوا تباعا … خاصة الدول التي تدعي صداقة الشعب السوري ، وتتاجر به مقابل مصالحها الخاصة … وصاروا ينتظروا فرصة أخرى لتمريره .

وعليه نحن نطالب بتمديد وقف اطلاق النار وأن يكون باشراف فريق دولي . ولا نقبل بتهجير أحد ولا بتغيير ديموغرافي ، ونتمسك بوحدة واستقلال سوريا أرضا وشعبا … و نريد انسحاب كل القوى والمليشيات الأجنبية بانتظار انجاز حل سياسي يحقق ارادة وحرية وكرامة الشعب السوري دون القفز فوق العدالة …

أهالي الزبداني دفعوا الآلاف من الشهداء والمفقودين والكثير جدا من المهجرين ، ودمرت بيوتهم ومدينتهم ، وقدموا الشهيد تلو الشهيد فداء لبلدهم … لن يقبلوا أن يضحوا بكل هذا خدمة لأمير حرب … أو لتفاهم دول … والخسارة عسكريا تختلف كثيرا عن معاهدات التهجير والتوطين … فمعركة البقاء مفتوحة وندعوا الله لأبناء بلدنا الشرفاء بالصبر والثبات وأن ييسر لهم مخرجا … لكن نربأ بهم وبأحرار الشام وأي فصيل ثوري أو مجاهد أن ينجر لمثل هذه المؤامرات الإيرانية الدنيئة وباسم أهالي الزبداني قاطبة ، فهذا ليس من حقهم ، فالثورة ثورة كرامة تطوعيه لم نجبر عليها أحد ، ومن يتنطح للقيادة عليه أن يحترم تضحيات الآخرين وقضيتهم …

أخيرا نقول للجميع الزبداني ستقف في وجه التهجير والتآمر مهما كلفنا الأمر ، ولا نخشى في هذا الحق لومة لائم ، فمن يتق الله يعلم أنه حقنا ، ومن لا يخشى الله فالله خصمه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.