يثب

غاز وليس أسد  .. يا بوتين … الوجه الآخر للصراع على سوريا

د. كمال اللبواني

يحتار من يدخل في زحمة عالم السياسة كحيرة من يدخل في زحمة كلاب، فإذا داس على ذنب (كلب ما ) عليه أن يتوقع عواء كلب آخر أو عضه كلب ثالث، فلا يدري مَنْ مِن هذه الكلاب يفضل الصمت، ومن منهم ذنبا لكلب آخر، أو كلبا لهذا الذنب أو ذاك …

كما يضحك كل عارف عندما يسمع أن المشكلة التي تعرقل الحل في سوريا هي مصير الأسد الولد … وأن بوتين متمسك في بقائه إلى الأبد ، متذرعا بالشرعية السورية إلى الحد الذي يرسل به جنوده ليموتوا فداء لوحدة واستقلال سوريا  وحق شعبها في اختيار رئيسه وعزله، وإلى حد قصف المدن بكل صنوف الصواريخ من فرط حبه واحترامه لقيم الحرية والسيادة وحق تقرير المصير. ودفاعا عنها ضد خطر الارهاب المسلح بالسكاكين والكاميرات.

سابقا دأب الغرب والشرق على ترداد أن لا تدخل عسكري في سوريا من دون قرار من مجلس الأمن، لكن الأمريكان بالرغم من ذلك أرسلوا طائرات التحالف، ثم دخلت روسيا هذه الحرب أيضا وقبلها وبعدها دول اقليمية مباشرة أو بالواسطة … بعد أن صنعوا من يبرر لهم تدخلهم السافر، الذي لا يهدف للقضاء على الإرهاب الذي ليست داعش إلا واحدة منه، بل يهدف للتكالب على ثروات هذا البلد وتقاسمه، في بزار الحل السياسي المنعقد في فيينا ثم نيويورك، والذي يشبه إلى حد بعيد اجتماع قطيع كلاب شاردة على نعجة متردية.

فمنذ أن قال ونستون تشرشل عندما كان وزير البحرية البريطاني ( سأبني فوق كل بئر نفط دولة ) ، أصبحت الخريطة السياسية (كدول ونظم) في المنطقة الغنية بالنفط تُرسَم حسب المصالح النفطية أساسا … وأصبح الصراع بينها وعليها يخضع أيضا لطريقة تقاسم هذه المصالح و في سياقه، بدءا بتشكيل دويلات الخليج وأنظمتها مرورا بحرب العراق وايران وحرب الكويت واحتلال بغداد وصولا للصراع على سوريا مؤخرا بعد اكتشاف كميات ضخمة من احتياطي الغاز في شرق المتوسط …

في الأعوام الأخيرة من القرن الماضي وبعد مسح أولي لكامل الأراضي السورية للبحث عن الثروات فيها. خرجت معلومات عن احتمال توفر الغاز بكثرة في غرب سوريا وشرق المتوسط ، ثم بعد التأكد من وجودها في البادية شرق وجنوب حمص بدأت مقاربة مختلفة لموضوع السلطة في سوريا، لا تتمركز فقط حول موضوع واحد هو حماية أمن اسرائيل كرمز لاستمرار الهيمنة الغربية، بل أصبحت تتعداه نحو مصالح اقتصادية نفطية خاصة بالدول … ولأن سوريا هي حصة فرنسا في اتفاقية سايكس بيكو . ولم يك قد اكتشف فيها النفط بعد ، فقد حاولت تقسيمها على أسس طائفية، ثم السيطرة على نظام الحكم فيها عبر هيمنة أقلوية، (بعد أن فشل مشروع التقسيم و أجبرت على اعطائها استقلالها موحدة ) بحيث يقوم هذا النظام بمهمته الأساسية وهي ضمان أمن اسرائيل ، وهذا ما حرص عليه الأسد الأب طوال حكمه المديد الذي بدأه بتسليم الجولان كتعبير عن حسن نية … وهكذا استقبل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك الأسد الولد في قصر الإليزيه قبل نفوق والده معلنا تبنيه له كرئيس قادم لسوريا ومباركته لخيار التوريث فيها، وكل ذلك أملا في أن تتابع شركة النفط الفرنسية توتال التي شاركت بالمسح الجيولوجي الأولي عملها فيما بعد … وكان شيراك يقول عن بشار أنه ( ابني ) كما ذكر لي بوغدانوف عام 2012 الذي أردف أن الأسد الولد لم يزر موسكو قبل أن يطرده الغرب من لبنان … ردا على سؤالي له هل بشار الأسد صديقكم ؟

سارت أمور التوريث بسلاسة ومباركة دولية لافته، وأرسل شيراك مختصين لتطوير نظام الدولة السورية المهترئة التي ترأسها الأسد الولد … ولكن الولد رمى بكل وعوده للشعب وللغرب ولأولبرايت ولشيراك ، وتنكر لكل فكرة اصلاح واعتقل نشطاء ربيع دمشق عندما أدرك حتمية سقوطه بمجرد اطلاق ولو قدر بسيط من حرية التعبير (لكونه نظام مرتكب)، بل ابرم عقد النفط حصريا مع روسيا بدل توتال الفرنسية عندما شاهد أمريكا تجتاح العراق وعندما وجد فرنسا عاجزة عن حماية صدام، فقرر حينها الارتماء بالحضن الروسي والإيراني بشكل كامل، خاصة وأن الروس يشبهون نظامه المافيوي ولا يطالبونه بأي اصلاحات سياسية… وهكذا جن جنون شيراك الذي صار عليه فيما بعد أن يخسر حليفه الثاني في المنطقة (الشيخ رفيق الحريري) اغتيالا على يد مخابرات الأسد ذاته في 14 شباط 2005، وبذلك خسرت فرنسا كامل أملها في النفط في شرق المتوسط … وكذلك غضبت أمريكا من تمرد ذلك الولد عليها والذي أمعن في دعم المنظمات التي تصنفها ارهابية في العراق ولبنان، فأرسلت تحذر الأسد بشكل صريح وواضح من تبعات نيته اغتيال الحريري عبر الموفد الدولي تيري رود لارسن شخصيا ، (كما ذكرت لي السفيرة الأمريكية سكوبي يومها)، لكن الأسد فعلها بعد عدة أيام فقط من التحذير مما استدعى التهديد باستخدام القوة، وهو ما جعل الأسد يذعن وينسحب من لبنان مرغما في آذار 2005، ويسلمه لحليفه حزب الله.

ثم وضع الأسد تحت تهديد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وفشلت بعد ذلك كل مساعي الغرب لجره مرة أخرى للحظيرة الغربية، وفك ارتباطه بايران، وفشلت وساطات ساركوزي، وأردوغان و أمير قطر السابق، حتى بعد تزوير التحقيق في مقتل الحريري وشطب الخيط المتعلق بتورط المسؤولين السوريين فيه بطريقة جعلت ميليس يستقيل من التحقيق، وبعد أن أجبر سعد الحريري على زيارة قاتل والده بطريقة مهينة لكل قيم العدالة … ومع ذلك رفض الأسد وماطل لأنه كان يعتقد أن الحاجة لسلطته ستنتهي بمجرد توقيعه الوثائق المطلوب منه توقيعها اقتصاديا وسياسيا خاصة في الملفين الأهم (النفط و السلام مع اسرائيل)… وأن ارتكاباته ستلاحقه في كل حال.

كل هذا جعل هذه الدول تسارع منذ البداية لتأييد الثورة السورية والسعي لاسقاط الأسد طبعا باستثناء التردد الأوبامي الذي أراد الحفاظ على وعوده لناخبيه وتمسك بمقاربة أخرى للأزمات السياسية في المنطقة، في مقابل تمسك مطلق بشخص الأسد ونظامه من قبل ايران وروسيا وحتى الصين التي لا ترى فيه سوى صورة عقود الغاز … واستمر هذا التوازن الصدامي بين الشرق والغرب يحكم الأزمة في سوريا ويرسم تعرجاتها، بالرغم من تسعير المنظمات الجهادية، واشعال نار الحرب الطائفية، ودعم كل أشكال الارهاب الذي هدد أمن أوروبا والعالم الغربي فقط !!! … وصولا لتلقي أوروبا (وباريس تحديدا) الرسالة تلو الرسالة من قبل نظام الأسد الارهابي وفي قلب عاصمتها على يد داعش صنيعته بعد أن توعدها أكثر من مرة بذلك … عندها فقط قررت مع بقية الدول الغربية العودة العسكرية للمنطقة تحت ذات الذريعة التي قدمها لها نظام الأسد وايران وروسيا وأذرعهم الممثلة في داعش .. فقررت الدول الغربية تباعا العودة العسكرية للمنطقة لكي تستعيد بعض مصالحها باستخدام قوتها المباشرة تحت غطاء دولي شرعي هو مكافحة الارهاب، لكن بمضمون نفطي واقتصادي مضمر… حيث تسعى موسكو ضمنا للاستمرار في حصار أوروبا وابتزازها عن طريق منع قطر من مد خط الغاز عبر سوريا ، وعبر السيطرة على أكبر قدر من نفط شرق المتوسط ، بينما تسعى أوربا لتحرير هذا المخزون من الغاز من قبضة الروس، إن كان باستمالة ايران للخروج من عباءة روسيا ، أو ضمن سياستها المعلنة في محاربة الارهاب وايجاد حل للأزمة السورية.

اصرار روسيا ومن ورائها الصين على منع اسقاط النظام وعلى بقاء شخص الأسد ، هو لأسباب غير سياسية ولا تتعلق بالحرب الصليبية ولا بحماية الأقليات كما نتوهم وكما تعلن ، فالصين وروسيا وحتى الغرب هم أقل الناس اهتماما بالدين (أي دين)، فدينهم دينارهم ، والروسي يمتلك عقودا حصرية بالتنقيب والاستثمار ولمدة طويلة جدا … وسقوط النظام بهذه الطريقة سيطيح بكل العقود السابقة خاصة وأن شركات نفطية مافيوية (بوتينية مخلوفية) هي من ستقوم بذلك ، ولن  يستفيد من خيراتها حتى الدولتين الروسية والسورية … لذلك روسيا وكذلك ايران التي اشترت الكثير من الممتلكات السورية مقابل دعمها للنظام، تريد ضمان احترام العقود والاتفاقات التي ابرمها الأسد الولد معهم ، ومن أجل ذلك سيدافعون عنه بقدر دفاعهم عن أنفسهم ، فالأسد الولد قد باع البلد للحفاظ على الكرسي ، ومن أجل تثبيت هذا البيع لا بد من ثبات ملكيته وسلطته في سوريا ، التي دمر البلد أيضا بسببها ومن أجلها …

الغريب العجيب أن كل هذا الدمار الذي أصاب كل شيء لم يقترب من النفط ، بل إن مؤسسات النفط ما تزال تعمل بالتناغم ( وبوجود خبراء روس ؟؟ ) حتى لو كانت تقع في أرض الخلافة أو أرض الأسد لا فرق، وأنابيب الغاز هي السالم الوحيد من القصف والارهاب معا . وطيران التحالف الذي يريد تقويض الخلافة هو أيضا يتجنب استهداف المنشآت النفطية … غريب فعلا كم هذا النفط يحظى بهذه الحصانة والصيانه والتكريم حتى في أكثر الحروب الأهلية شناعة حيث يستباح الانسان بكل وسائل القتل والفتك ويسلم النفط ؟؟ …

والمعيار الثاني الذي كان يحظى بأهمية سياسية حاسمة في المنطقة ، وهو أمن اسرائيل بقي محروسا هو الآخر رغم كل هذه الفوضى، لكن أهميته بدأت تتراجع بشكل كبير لصالح عامل الغاز والمصالح الاقتصادية، لذلك تسعى اسرائيل بكل السبل لتوثيق العلاقة مع الروس، كي لا يكون الطمع الروسي على حساب أمنها الخاص، بعد أن  بدأت تشعر أن وجودها وأمنها أيضا لم يعد من الثوابت وسط عواصف الغاز والنفط التي تهب في المنطقة ، خاصة بعد اصرار الغرب على توقيع الاتفاقية النووية مع ايران طمعا بالمنافع الاقتصادية، متجاهلين كل الاعتراض الاسرائيلي الأمني عليها …

وعندما تعسر استمرار سيطرة الأسد على كل سوريا، اخترع الروس والإيرانيون  مفهوم الدولة المفيدة ، التي لا ترسم حدودها أي توزع طائفي أو قومي أو مجتمعي ، بل ترسم فقط حدود المناطق الغنية باحتياطي الغاز ( الساحل السوري ملتفا حول حمص وباديتها نزولا نحو القلمون وحتى جبل الشيخ ، فهي مفيدة حيث توفر احتياطي الغاز ) وهم يبذلون كل جهد عسكري ممكن للاستمرار في احتلالها وتغيير بنيتها الديموغرافية ، لذلك لا عجب أن تدور معارك ضارية جدا في البادية والسهوب الخالية من السكان في بوادي حمص وحماه …

وبنفس الوقت اختار الأمريكان دعم مشروع الدويلة الكردية بحجة محاربة داعش، وساندوها في مشروعها الانفصالي، وسكتوا عن التغيير الديموغرافي ، وبدأوا بانزال قواتهم فيها طبعا ليس حبا بالشعب الكردي (أحفاد صلاح الدين كما يقولون ) ، بل حبا بالاحتياطي النفطي في شمال سوريا والعراق ليكون تحت هيمنهم … ولنفس السبب النفطي لم تهدأ ليبيا حتى الآن ، ولم يتوقف فيها صراع كلاب الدول مع أنه لا توجد فيها غير طائفة واحدة. ولنفس السبب أيضا يمنع استقرار لبنان باستخدام كلاب مختلفة أملا في ابعاده أطول فترة زمنية ممكنة عن استخراج الغاز من حقول المتوسط .

وعليه نستنتج أن من يتحدث عن شرق أوسط جديد ، وفوضى خلاقة تعيد انتاج دوله السياسية تبعا للمكونات الثقافية والقومية والطائفية الدينية … فإنه يخدع نفسه ، لأن هذه العوامل لم تكن يوما فاعلة في رسم خرائطه ولن تكون ، ولأن التدخل الخارجي يحاول أن يرسم الخرائط السياسية المصطنعة فيه تبعا للمصالح النفطية والاقتصادية وتبعا لنظرية ونستون تشرشل (فوق كل بئر نفط دولة) … لكن مع فارق أساسي لم يلحظه أغلب المتدخلين، وهو ذوبان الدولة القومية واضمحلال أهمية الحدود السياسية ضمن سياق العولمة الاقتصادية … وهو ذات العامل الذي يجعل من كل تقسيم أو احتلال عنصرا غير قادر على الثبات والاستدامة. وهذا ما توصلت إليه سابقا الفلسفة الألمانية في القرن التاسع عشر التي اعتنت بدراسة ديالكتيك التاريخ الاجتماعي حيث استنتجت المقولة التالية : ( يحدد مستوى تطور ونمو قوى الانتاج شكل العلاقات والبنى الفوقية السياسية بشكل حاسم).

طبعا أردت أن ألفت النظر لهذا الجانب كي لا تذهب أيديولوجياتنا بعيدا وراء الأسباب الدينية والثقافية والطائفية للصراع و تستثمر فيها و تبني عليها … فالذي يجري ليس حربا على الاسلام  من أجل المسيحية كما نتوهم . ولا على السنة من أجل الشيعة . بل هي تجارة فيها تخفي حرب مصالح اقتصادية أساسا، إنها ليست حربا دينية مقدسة بل هي حرب ضد كل دين وهوية ومبدأ خلقي ومقدس معتقدي.

وعليه فإن وجود الأسد أو احتلال الروس أو الهيمنة الإيرانية، أو أي حدود تقسيمية تفرض بالقهر والتهجير، تبدو كلها غير قادرة على الصمود أمام رياح العولمة وتداخل المصالح الاقتصادية… وهذا ما يميز ادارة أوباما وميريكل والصين وجزئيا أردوغان التي بدأت تفهم ذلك وتفهم تغير العوامل التي تنتج السياسة، وتتصرف ببرود سياسي شديد، بينما تركز جهودها على الزحف الاقتصادي الذي يفرض نفسه على كل سياسة في النهاية. بينما تركب روسيا وايران رأسهما وتطلق العنان لقواتها لمحاربة طواحين الهواء التي اخترعتها أقصد ( الارهاب ) .

يلاقيهم في هذا الفهم شخوص المعارضة السورية الذين خبروا نظام بلدهم الفاسد ، وفهموا أن السياسة هي اقتصاد وبزنس، وأن السياسيين في النهاية يستغلون مناصبهم للارتزاق والرشوة والاختلاس ومراكمة الرساميل والثروات .. لذلك تراهم منغمسين في مشاريع الدول، متحلقين حول مصادر الثروات ورجال الأعمال خاصة النفطيين شركاء مخلوف وبوتن ، ويهرعون لزيارة الدول الغنية ويقيمون ويتنقلون في أفخم الفنادق وبدرجة البزنس فقط … ويبتعدوا كليا عن غبار الثورة ورائحة الحرب وتزاحم المخيمات فهي موضوعات فقيرة غير منظوره في مفهومهم للسياسة، ولا علاقة لها بالحل السياسي الذي تسعى إليه الدول التي ستعيد تقسيم الثروة والسلطة.

الشعب السوري الفقير لم يفهم لماذا يقتل ويهجر وينهب: هل لكونه عربي أم سني أم معارض ، أم أن تهمة الارهاب ألصقت به عمدا لكون بلده غنيا بالغاز والزيت، فأصبح عليه إما القبول باحتلالها، أو مغادرتها، أو الموت فيها … كي لا يصبح حرا غنيا ؟ …. أوباما يفضل أن يتفرج على أذناب الكلاب وهي تتحرك لكنه يتجنب أن يدوس عليها ، عملا بمبدأ كلب يعوي معك لا كلبا يعوي عليك ، وأردوغان يراقب الكلاب  وهي تنبح ويحاول اتقاء شرورها ، وادارة ميريكل لم تقطع علاقتها مع الأسد ولا مع الثورة ولا مع ايران ولا روسيا ولا السعودية، بل أرسلت جنودها أيضا لمحاربة الارهاب، وتستقبل الشعب (الارهابي ) المهاجر فوق أراضيها بترحاب … كل تلك المتناقضات تستعملها معا من أجل هدف واحد وحيد هو الوصول لأرض الغاز   غاز وليس أسد … يا بوتين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.