ميليشيا “الدفاع الوطني” تسحب البساط من تحت الأسد

يمكن القول بأن ميليشيات ما يعرف بـ”الدفاع الوطني” تمثل مشروعا إيرانيا طموحا، لإيجاد ميليشيات محلية مشابهة لمثيلاتها في العراق ولبنان، وتدين بالولاء والتبعية لإيران، بحيث يمكن استخدامها في فترات قادمة، لا سيما وأن العديد من المحللين بدأوا بالقول عن سيناريو تخلي إيران عن النظام، واعدادها للفترة التي تلي سقوطه، أما النظام فهو لا يعترف بوجود أي تنظيم مسلح يشاركه المعارك باستثناء “قوات الدفاع الوطني” حيث يعترف بها في نشرات الأخبار، ويذكرها بشكل مرادف لكلمة “الجيش السوري” أي أنه ما زال يعتبرها مجرد غطاء لعصابات المرتزقة اللبنانية والعراقية.

“نبض العاصمة” يتحدث عن عمليات التجنيد
قام ناشطون في تجمع “نبض العاصمة” بنشر تقرير ميداني عن ميليشيات ما يسمى “جيش الدفاع الوطني” والذي هو إحدى المسميات التي تفتق عنها النظام لمنح شبيحته غطاءا رسميا، ويشير التقرير الى ازدياد ملحوظ في عمليات “التطوع”. يترأس هذه الميليشيات ” الشبيح المدعو فادي صقر وهو على صلة مباشرة بالقصر الجمهوري” ويعتبر الراتب المغري الذي يصل إلى 30000 ليرة سورية شهريا أحد العوامل الجاذبة للمتطوعين بالاضافة للغنائم مما يسرقونه من البيوت والمحال التجارية، عدا المكافآت عن المهام الخاصة من قتل وتعذيب، الا ان أحد أهم الأسباب في جذب الشباب إليه هو حساب “فترة خدمة الفرد المتطوع في الدفاع الوطني من فترة خدمته الإلزامية في الجيش”
ويكمل التقرير عن مراكز التطوع وشروطه أن نظام الأسد يقوم ” بالتسهيلات والترويج لعمليات التطوع في شبيحة الدفاع الوطني حيث افتتح مراكز خاصة للتطوع، وأي فرد يستطيع التطوع في شبيحة الدفاع الوطني حتى لو لم يكن يحمل أدنى شهادة دراسية” ويتم تدريب الشبيحة على أيدي ضباط من النظام لعدة أسابيع فقط، قبل رميهم في المعارك ضد الثوار “ويتم تدريب شبيحة الدفاع الوطني على أيدي ضباط من الجيش الأسدي، لعدة أسابيع، ويتم تزويدهم بالسلاح واللباس العسكري ثم يؤخذ هؤلاء الى المعارك”.
كما يتم نشر جزء منهم ايضا على حواجز النظام في المدن السورية، ويبرر “نبض العاصمة” اختراع هذه “الميليشيات التشبيحية” إلى ” نقص الموارد البشرية والمقاتلين في صفوفه بشكل كبير، ويوميا يقتل من “شبيحة الدفاع الوطني” العشرات على أيدي الثوار وكتائب الجيش الحر، وتلصق نعواتهم على الجدران في دمشق”.

“الدفاع الوطني” غطاء لعصابات المرتزقة
كان النظام قد أعلن عن ولادة ميليشيات الدفاع الوطني في شهر كانون الثاني عام 2012 ووقتها كانت روسيا وإيران، عبر وسائل إعلامهما، من أكثر المهللين والمرحبين بهذا التشكيل، وتفسير هذا التهليل والإعجاب يكمن في أن روسيا وإيران تعتبران، أن كافة عصابات المرتزقة، القادمة من لبنان والعراق وايران ومختلف الدول، هي تابعة لميليشيات “الدفاع الوطني” السوري!
فمرتزقة ميليشيا “أبو الفضل العباس” القادمين من العراق، والذين لا يحاولون اخفاء حقيقة عنصريتهم البغيضة وأفكارهم الطائفية المتطرفة، يعرف بهم موقع روسيا اليوم على أنهم “أحد تشكيلات القوات الشعبية التي ظهرت قبل أشهر” وأن الظروف “فرضت تشكيلَ قواتٍ شعبية تحت مسمى الدفاع الوطني، وواحد من تشكيلات هذه القوات لواء أبو الفضل العباس الذي حمل على عاتقه مهمةَ حماية العتبات المقدسة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق ومناطقَ أخرى.”
كما تم تخصيص صفحات فيسبوكية خاصة بميليشيات “الدفاع الوطني” وتم نسبها الى المدن السورية، وتكاد تكون هذه الصفحات نسخة عن صفحات الميليشيات العراقية واللبنانية من حيث إسلوب عرض الصور والفيديوهات الخاصة بهم، بالإضافة إلى استخدام المبالغات اللفظية والعبارات الشعرية، مثل ” حيث تتواجدون يتواجد النصر… أسياد المكان والزمان …الصورة لرجال الشمس اليوم … قام رجال الله ..”

“الدفاع الوطني” خارج سيطرة الأسد!
إن شكل هذه الميليشيات المنظم، وزيادة عدد منتسبيها بسرعة، طغى على صور الهيئات التشبيحية الأخرى الأقل تنظيما ودعما، فهي بالإضافة للدعم المالي الضخم، القادم من إيران، تقوم ببناء وتنظيم مواردها المالية الخاصة، حيث تمتهن سرقة البيوت والخطف، بالإضافة لنشاطاتها في مجال تهريب الآثار والمخدرات، كما أنه من المعروف عنها فرضها أتاوات عالية على أصحاب الشركات والمحال التجارية، نظير حماية أعمالهم ومشاريعهم، ولوحظ أن هذه الميليشيات تمارس دور التشبيح والاعتداءات على الأهالي حتى في المناطق التي تحت سيطرة النظام، ورغم احتجاج عدة مناطق إلا أن النظام يتعمد التجاهل لعجزه عن ضبطها.
وتقول “لينا الخطيب” مديرة مركز “كارنيغي للشرق الأوسط” في مقالها، أخطاء الأسد الاستراتيجية الفادحة، “عندما تصبح قوات الدفاع الوطني أقلّ اعتماداً على تمويل النظام، سيكون الأسد بحاجة لمواصلة دعم تلك القوات للحفاظ على ولائها. وكلما ازدادت قوات الدفاع الوطني نفوذا، كلما أصبح النظام أقلّ قدرة على تلبية متطلّبات حماية الأقليات التي تتعرّض إلى التهديد من جانب قوات الدفاع الوطني. وفيما يتعلق بتنظيم دولة الإسلامية في العراق والشام، فإنه نادراً ما تبقى الجماعات الإسلامية المتطرّفة موالية لرعاتها الأصليين عندما تشعر بأنها تمتلك من القوة مايكفي للبدء في وضع أجنداتها الخاصة”

أورينت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.