مقاتلون من الجبهة الإسلامية في معرة النعمان

قائد في المعارضة السورية: التسلح كان لتحييد الشبيحة عن التظاهرات السلمية

أكد مهنا جفالة – قائد سرية أبو عمارة في حلب (شمالاً) – أن ” قبضة النظام الأمنية في قمع المظاهرات السلمية، دفعته ورفاقه إلى إيجاد طريقة لتحييد الشبيحة وقوى الأمن عن المدنيين من أجل التظاهر، لينفذوا مجموعة من العمليات استهدفت أبرز قادتهم”.

وفي لقاء مع وكالة الأناضول؛ أوضح جفالة – وهو طالب في السنة الثالثة من كلية الاقتصاد بجامعة حلب، تولد 1984 – أنهم “في بداية الحراك الثوري كانوا مجموعة من الجامعيين يتظاهرون، ولكن اصطدموا بقبضة أمنية كبيرة في قمع المظاهرات وخاصة في جامعة حلب، فباتت من الصعوبة خروج التظاهرات في المدينة”.

وأضاف أنه ورفاقه “حاولوا إيجاد طريقة لتحييد الشبيحة وقوى الأمن في المدينة للسماح بالتظاهر، فكانت فكرة إنشاء سرية أبو عمارة للمهام الخاصة، ومن أبرز مهامها إخافة الشبيحة وإحاطة المظاهرات وحمايتها”.

بالتوازي مع ما سبق، لفت إلى أنهم قبل ذلك “اصطدموا بوحشية اللجان الشعبية وعانوا من تجربة الاعتقال، حيث كانت تجربة مريرة، لتصبح من مسلماتهم بعد الخروج منها بأن لا يعودوا إليها”.

وأشار إلى أنه بداية “بعد الاتصال مع الشبيحة ومحاولة إقناعهم بالكف عن ممارساتهم، بدأوا باستهداف العناصر المؤذية، وزعماء الشبيحة، بعمليات نوعية لتحييدهم عن الثورة”، على حد تعبيره.

وفي نفس السياق، كشف جفالة أنه “بعد تشكل السرية وضعت دراسة لمجموعة من الشبيحة والضباط المؤثرين على المظاهرات، أي أول من يهاجم المظاهرات بحقد واضح عليها، وذلك بالتعاون مع المتظهارين الذين باتوا يعرفونهم جيداً، ليتم لاحقاً وضع الخطة لتحييد هؤلاء عن الثورة”.

وقال أيضا “تم تنفيذ عمليات ضد شخصيات مهمة مثل “محمود رمضان” (لم يحدد صفته)، والملاكم الرائد في الشرطة “غياث طيفور”، الذي كان من مهامه قمع المتظاهرين في داخل حرم جامعة حلب، بالاضافة إلى مجموعة من عناصر الحواجز الأمنية التي كانت تعيق الناشطين وتعتقلهم، ومن ثم الانتقال إلى المواجهة العسكرية ومحاولة تخليص المتظاهرين منهم في مدينة حلب ضمن أحياء كاملة”.

أما عن أهمية ما ذهبوا إليه من تنفيذ اغتيالات بحق من وصفهم بقادة الشبيحة، شدد على أنه “بعد كل عملية تحييد؛ كانت هناك دراسة لردات الفعل عليها، ونتائجها الإيجابية والسلبية، ووصلوا إلى أن الإيجابيات كانت أكثر ونتج عن ازدياد أعداد المتظاهرين، وصولاً إلى أحياء كاملة تتظاهر في حلب من مثل حي صلاح الدين”.

وتابع أيضا أن “المعارك الأخيرة في جبهة المخابرات الجوية توصف بأنها معارك ضد أبنية محصنة تحيط بها، وغرفة العمليات المشرفة على الجبهة تعمل بشكل منظم ومدروس ببطء وبأقل الأضرار، نتيجة نقص الذخيرة”، متوقعاً “السيطرة قريبا عليها”، إلا أنه استدرك بالقول إن “هناك قطعات عسكرية قد تكون أهم تقع بالقرب من المخابرات الجوية”، في إشارة إلى توجه المعارك إليها مع عدم تحديدها.

وعن تمويل السَّرِية، أكد جفالة أن “المصادر التمويلية ذاتية، والكفاءة كبيرة في العمل، فضلاً عن نزاهة المقاتلين الذين جلهم من الجامعيين، وهو ما يميز العمل”.

أما عن سبب تشوه سمعة المعارضة السورية، أوضح قائلاً إن “الكفاءات في الثورة أكثر مما لدى النظام، ولكن الأخير يتفوق بالاعلام إذا قام بتسخيرها جميعاً لصالحه بعد احتكارها لسنوات، فيما المعارضة تفتقر لها”.

وبين أن “هناك كفاءات متعددة، إلا أن الإعلام يتميز به النظام ويحتكره”، مضيفاً أن “هناك معاناة من الناحية العسكرية، حيث أن هناك اختصاصات لم يحدث فيها انشقاقات في الجيش النظامي، والمعارضة بحاجة إليها”، على حد تعبيره.

ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف مارس/ آذار في سياق ثورات الربيع العربي؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.