مواطنان سوريان يبحثان عن أحياء بعد تفجير قوات النظام السوري مباني سكنية بالبراميل المتفجرة في حلب أمس (أ.ف.ب)

المعارضة السورية المسلحة تخسر مناطق واسعة في حلب المهددة أكثر من أي وقت مضى بالحصار

 تراجعت قوات المعارضة في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة تحديداً في المدينة الصناعية «الشيخ نجار» والتي استطاعت القوات الحكومية قبل يومين السيطرة على الفئة الثالثة منها، و تتقدم بخطى ثابتة أمس لاستكمال السيطرة على باقي الفئات الأولى والثانية و التي إذا أتمت السيطرة عليها تقترب بشكل أكبر من حصار المعارضة المسلحة في مدينة حلب.

المحاولات مستمرة من قبل القوات الحكومية للسيطرة على المدينة الصناعية، فبعد فتح الطريق إلى السجن المركزي الذي يقع غرب المدينة الصناعية ونقل السجناء من داخله إلى أماكن أخرى تسيطر عليها القوات الحكومية داخل المدينة، تقوم اليوم هذه القوات مدعومة بمليشيات حزب الله باستكمال السيطرة على بقعة جغرافية واسعة، بينما يشتكي الثوار من قلة السلاح والذخيرة بحسب قيادي في كتيبة أحفاد حمزة الموجودة على تلك الجبهة.

ويضيف بأن الضغط الكثيف جداً بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة و البراميل المتفجرة ما أجبر العناصر على الانسحاب التكتيكي أكثر من مرة ومن ثم تمكنوا من استعادة نقاطهم، ويؤكّد على أنها معارك كرّ و فرّ وبأنهم قادرون على استعادة النقاط التي خسروها على الرغم من شحّ الذخيرة و السلاح.

بينما ينفي أحمد العلبي الإعلامي في جيش المجاهدين أي تــقدم للقوات النظامية المدعومة بميلشيات حزب الله في المنطقة الصناعية ويضيف بأن الوضع سيء للغاية في تلك المناطق ونحتاج لمؤازرات.

ويأتي هذا التقدم للقوات الحكومية بتسللها عبر مناطق تحازي قرى يسيطر عليها تنظيم «داعش» شرقي المدينة الصناعية دون أي اشتباك، حيث استطاعت الحكومية الالتفاف إلى قرية «المقبلة» شرقي الصــــناعة منذ يومين وقام عناصر من الجبهة الاسلامية بصد المحاولة وأسر عدة عناصر للقوات الحكومية بالقرب من القرية التي تحدها من الشرق قريتي شامر ومران الواقعتان تحت سيطرة تنظيم الدولة منذ أشهر طويلة.

المدينة الصناعية كانت تحت سيطرة عدة فصائل كانت تقوم باستثمار المعامل الضخمة الموجودة في المدينة كأحرار الشام و لواء التوحيد و جبهة النصرة، بينما أصدرت فصائل إسلامية فتاوٍ تبيح «اغتنام» المعامل التي تعود ملكيتها «للشبيحة»، أما تنظيم «داعش» فقد كانت الفتوى تقضي بسجن المسيحي أو الأرمني و الذي يعتبر كافراً أصلياً، ويستولي على أملاكهم و تعلّق قضاياهم بإبقائهم في السجن حتى «تتمكن الدولة الاسلامية» وتتوارد أنباء عن تصفيتهم إذا لم يدفعوا مبالغ ضخمة للغاية مقابل الإفراج عنهم.

بينما تنشغل الفصائل المسلحة بالاقتتال مع تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي في محيط قرية أخترين القريبة من معبر باب السلامة الحدودي، كما تقاتل التنظيم ذاته في مدينة البوكمال الواقعة شرقي البلاد على الحدود العراقية السورية والتي بايعت فيها جبهة النصرة تنظيم الدولة وبقيت فصائل الجيش الحر تقاتل وحيدة هناك عيونها على مدينة حلب.

وائل عادل – القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.